يدرس هذا الكتاب أدب الرحلة المعاصر من خلال يوميات الرحالة من الأدباء العرب المعاصرين، وبينهم عدد ممن ظهرت نتاجاتهم غير مشروع "ارتياد الآفاق " وجازوا "جائزة ابن بطوطة الأدب الرحلة، كلطفية التليمي، في كتابها "مدني وأهوائي". وخليل النعيمي في كتابه "الحج إلى هاري دوار" و باسم قرات في رحلته اللاتينية وكمال الرياحي في واحد - صفر القتيل

وغيرهم

وتأتي هذه الدراسة، وهي قراءة نصية من منظور يرصد قضايا هذا الأدب وخصائصه الفنية، وتحولات الرؤية إلى الآخر، ونظرة الرجالة. إلى ذاته في خلال هذه الرؤية المتغيرة بما في ذلك قراءته للإختلاف الحصاري، وهي قراءة ابتعدت كثيرا عما كانت عليه في نصوص

الرحلة العربية على أوروبا في العصر الكولونيالي، خصوصاً لدى رحالة القرنين الثامن عشرو التاسع عشر

إنها الرحلة ما بعد الكولونيالية في زمن العوامة، إلى، وتذهب الدراسة في قراءتها بحثا عن صورة الذات في علاقتها بالاخر، لتشمل ما هو أبعد جغرافياً مما كانت عليه حتى الربع الأول من القرن العشرين حيث تركزت الرحلات عموماً على أوروبا وأميرك، فتناولت

الدراسة يوميات رحالة ومنها إلى اليابان والهند وأميركا اللاتينية تكشف الدراسة عن ظواهر وقضايا وإشكاليات إنسانية جديدة وافقت ظهور العولمة واتساع رقعتها، لتشمل العالم كله وتحمل من نصوص الرجالة الجدد بالتالي منوناً للفوضى على الذات وتفجير اسئلتها الوجودية، بما يجعل الشعري يوضح تلك الأسئلة، إذ لم يعد

هناك في الجغرافيات والأقوام والظواهر ما يمكن الرحالة أن يكتشفه بالمعنيين الاشوغرافي والانتروبواجي، وهو ما جعل الرحالة

يتحول إلى شاعر وفيلسوف

من المفيد أن نشير هذا إلى ما لاحظه الدارس من أن سمات فنية مستجدة في نص الرحلة المعاصرة بحيث تنوع المحافل العربية وغير السردية في صياغة خطاب الرحلة، وبناء عوالمها السردية التي يخرج فيها التخيلي بالتسجيلي التوثيقي)، ويرتبط فيها

التاريخي بالأسطوري، والمعطى الديني بالبعد الفكري والعلمي، والجغرافي بالساسي وأخذت الرحلة شكل السيرة الذاتية أو اليوميات والسرد القصصي أو الحكاية الموجزة المكلفة، والريبورتاج الصحفي أو المقالة

التاريخية أو الفكرية أو العلمية".

وقد استحق هذا البحث جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة - فرع الدراسات