Votre panier est vide
لا يمكن للتأويل أن يسلك في مجراه إلى العالم دون منبع اللغة التي يحتاجها المؤول للدخول إلى عوالمها الدقيقة والشائكة، والتي تتكاثر وتنمو داخل كل نص خطابي، أو على لسان الشعراء العظام والمبدعين في الفكر والأدب والحياة، بعلاقتها مع التاريخ وصيرورته تبقى اللغة في إزدهار وتطور.
هناك الكثير من الشعراء العرب العظام الذين زرعوا وطوروا في نصوصهم اللغة، وربطوا بين تاريخهم الغائر في الثقافة والمعرفة والحاضر الممتد إلى المستقبل، ومنهم الشاعر العربي البحريني علي عبد الله خليفة، ولهذا تناولنا مسيرته الطويلة والعميقة، الزاخرة بالمعاني
والأفكار والتمرد والعطاء.
على ضوء ذلك، وبعد القراءة المكثفة لتاريخ هذا الشاعر وجدنا أن النصوصه وخطابه هذه الثيمة الفكرية والمشروع الواعي التصوير الماضي والحاضر وإمكانية التأويل من خلال مفرداته المكثقة واستخدامه الرموز كما يقول بول ريكور، إن الرمز حمل على التفكير.
عبر الناقد العربي المصري الدكتور صلاح فضل عن خطاب الشاعر بما يلي: إن كثافة الأسلوب التعبيري لدى علي عبد الله خليفة تجعل من كل قصيدة (علامة) على تجربة مركزة في صميم الخبرة الذاتية لحياة الشاعر الباطنية، ومحاولة لتشكيل عالم شديد التراسل مع معطيات المناخ الشعري السائد. لكن يظل الصوت المفرد المنبعث من أعماق الروح والمشتبك مع صراعات الوجود يحمل بصمته الخاصة.