يمكن اعتبار هذا الكتاب بمثابة مرجعٍ أساسي للمنطق الرمزي وأسس الرياضيات، وهو بمثابة أيقونة عند أصحاب مدرسة “الوضعية المنطقية” التي ترى أن الرياضيات والمنطق هما واحد، بل يمكن اختزال الرياضيات بِرمَّتها إلى المنطق، فيغدو المنطق صبا الرياضيات والرياضيات رجولته على حد تعبير برتراند رسل نفسه، الذي يوجَّه، هنا، نقداً قاسياً للمنطق الصوري وأسسه وحدوده ومفاهيمه، ويضع، بدلاً منها، الأسس المنطقية للِامعرَّفات الرياضياتية، ويرأب الصدوع التي تجاهلها علماء الرياضيات، إيماناً وتَيَقُّناً منهم، بضرورة المضي قدماً بهذه المفاهيم والأفكار لتحررها من الواقع أحياناً على حساب الصورية البحتة، مما جعلها تسبح في واقع أفلاطوني، فغابت عنهم الأسس المنطقية لهذا الكيان، الأمر الذي دفع رسل ليخوض تجربته ويصوغ فلسفته بهذا العمل الملحمي، ليقدم لنا أصولاً صورية للرياضيات راسخة على أسس منطقية.