فقد اشتدت شكوى طلبة العلم في عصرنا من عُسر التعامل مع كتب العلم الشرعي، لصعوبة عبارتها ، وشدة تجريدها، وقلة ارتباطها بالتطبيقات العملية وارتفعت حناجرهم بالمطالبة بتيسير هذه العلوم، وتذليل خطابها للطلاب، وإعادة النظر في مناهج تدريسها وعرضها على الراغبين في تحصيلها.

وإذا كان هذا الحال عاما في علوم الشريعة كلها، فإنه في علم النحو أظهر؛ فإن الطلبة صاروا ينفرون من هذا العلم أكثـر مـن غيــره، ويعدون دراسته واجبا ثقيلا يجبرون أنفسهم عليه دون كبير متعة، ولا عظيم لـذة! والحق أن علم النحو من ألذ العلوم وأحلاها، فإن فيه من الانسجام والتناسق والدقة والعبقرية مع الجمع بين صحة النقل وحسن التعليل وجميل اللطائف وبهي الشواهد ما يجعل المنشغل بتذوقه لا يكاد يفارقه حين تخالط بشاشته قلبه، وتمازج عقله.

لكن الإشكال كله في طرائق تدريسه، ومناهج تقديمه لطلابه؛ فإن أمزجة المعاصرين تنفر من القواعد المجردة، والصيغ اللفظية الدقيقة، وترغب في الجمع بين الكلمة والصورة، والقاعدة وتطبيقها.المشجرات والتمرينات على الآجرومية ونظمها

وهذا المنهج العصري هو الذي اضطلع مركز تمیز» بسلوكه، لتقريب علم النحو وتيسيره، بخدمة أول كتبه المناسبة للمبتدئين، وهو متن الآجرومية مع نظمها؛ فكانت هذه الحقيبة الأنيقة البهية المشتملة على جميع ما يحتاج إليه الطالب لفهم المضمون العلمي لهذا المتن، دون الدخول في المباحث اللفظية الخارجة عن موضوع ،الفن مع الكثير من التمرينات المساعدة، التي ترسخ المعاني في الأذهان.

وقد علمت من الفضلاء القائمين على المركز أن هذه الحقيبة لبنة أولى، ستتبعها أعمال أخرى مشابهة في مختلف مناحي العلوم الشرعية، فأسأل الله تعالى أن يبارك في جهودهم، وأن يوفقهم في حمل هذه الأمانة الثقيلة، ويجعل هذا المركز المبارك منارة يهتدي بها طلبة العلم في أرجاء العالم الإسلامي. المركز المبارك منار والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.