Votre panier est vide
في هذا الكتاب ارتسم روزلي ما يسميه يوتوبيا ليبرالية، يقدر أنها فكرة مناسبة لمجتمع ليبرالي من نوع «ما بعد ميتافيزيقي»، حيث تصبح الحرية، بما في الوعي بالطابع العرضي لوجودنا وشكل حياتنا، مطلبا كونيا، أما من يجمد هذه اليوتوبيا فهو ما يسميه المتهكم الليبرالي
وإن أخطر تمييز أدخله رورتي وأثار جدلا هو اقتراح الفصل بين العمومي والخصوصي في دائرة الحياة الخاصة، يصبو المواطن المثالي إلى خلق ذاته لغويا لا يقوده إلا السعي إلى الكمال الخاص
أما في الفضاء العمومي فهو يدافع عن التضامن مع الآخرين في ضوء تصوّر مشترك للعدالة، وما يقصده بذلك هو ضرورة التخلي عن الطمع في تأسيس «نظرية» عامة عن القيم الليبرالية تدعي الجمع بين المطلبين الخصوصي والعمومي باسم مفهوم معين عن الحقيقة.
فهذا الطمع في التأسيس هو في تقديره ليس فقط بلا أمل بل كذلك هو خطير على مصير الديمقراطية الليبرالية، وما يقترحه هو إعادة وصف الليبرالية من زاوية شعار «الحرية بدل الحقيقة» وهذا ما قاده إلى إعلان أولوية الديمقراطية على الفلسفة ومن ثمّ يقترح أن تنعطف من «النظرية» العمومية إلى «السرد الخاص يجب أن نترك الطريق مفتوحا نحو «خوصصة» النظرية عن طريق «الأدب»